كانت فكرة
من ثلة مؤمنة بفعل الخير و التجمع من أجله في إطار منظم سُميَ في بادئ الأمر جمعية كافل اليتيم تيمنا بحديث رسول الله المشهور " أنا و كافل اليتيم في الجنة..." فتأسست على تقوى من الله و معونة و توفيق منه سبحانه و تعالى وقد بلغت إجراءات الاعتماد الإدارية 09 اشهر و كأن الله أراد أن تكون ولادتها عادية وغير قيصرية فخرجت إلى الوجود في يوم 26 نوفمبر 2008 جمعية محلية تعتني ب 37 عائلة بها 73 يتيم في بداية أمرها من أيتام بلدية تيارت فقط ،
وبعد مرور 4 سنوات على التأسيس و في شهر نوفمبر 2012 اجتمعت الهيئة التأسيسية من جديد لتتداول في إمكانية توسيع نشاطها ليمس تراب ولاية تيارت بعد أن لقي صدى نشاطها الخيري استحسانا عند أعضائها والكثير من المحسنين والمواطنين وحتى المسئولين فكان الأمر كذلك وتحصلت على الاعتماد الولائي في يوم 10 مارس 2013 تحت تسمية جمعية كافل اليتيم الولائية ثم انطلقت في الانتشار و التواجد على مستوى تراب ولاية تيارت فكان أول مكتب بلدي تنفيذي تم تأسيسه هو مكتب بلدية توسنينة بتاريخ 08/05/2013 ثم توالى الانتشار وتأسيس المكاتب البلدية التنفيذية الأخرى
دوافعنا لتأسيس جمعية كافل اليتيم
إن المجتمعات تتحول وتتطور، فكما تتطور في المشاكل تتطور في الحلول، إن المشاكل والآفات والصعوبات التي كانت تعرفها المجتمعات قديما غير المشاكل والآفات والصعوبات التي تعرفها حديثا، ولذا وجب اخذ الأمور بجدية وعدم الذهول أمامها ومحاولة الوقوف دون استفحالها بل والسيطرة عليها ما أمكن.
من عمق هذا التحليل خرجت هذه الجمعية، وقد كان منطلق تأسيسها هو البعد الديني والحضاري الذي ننتمي إليه، فإذا نضرنا للإسلام كيف اعتنى بقضية اليتيم، نجد أنه أعطاها العناية الكاملة والتامة منطلقها قوله تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر) إلى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما).
إن خدمة الأيتام خدمة نبيلة تنافس من أجلها سيدنا زكرياء عليه السلام مع سدنة المعبد ورهبانه من اجل كفالة مريم عليها السلام وقد اختاره الله عز وجل من ضمن الكثير، فإذن من تم اختياره لهذا العمل فهو توفيق من الله عز وجل. وكذلك كني نبي من أنبياء الله عز وجل بذا الكفل عليه السلام، لأنه كان يرعى الأيتام ويتكفل بدعوة الله عز وجل وشؤون الناس
وجدنا أن القرآن الكريم اعتنى باليتيم وحث المؤمنين بالاعتناء به، ومدح من فعل ذلك وأجزل لهم المثوبة والأجر. فأحببنا ألا يفوتنا هذا الأجر وان لانحرم هذا الثواب.
درسنا أن رسول الله عليه الصلاة والسلام عرف اليتم منذ صغره وتربى يتيما، فأنعم الله عز وجل عليه بالإيواء والاعتناء والتكفل به من قرابته وذوي الأرحام، وقد ذكرها ربنا عزوجل من ضمن النعم التي أنعم بها عليه. قال عز وجــل (الم يجدك يتيما فآوى) فعلمنا أن من نعم الله عز وجل علينا أن نأوي يتيما أو نعتني به.
بلغنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام حظ على الاعتناء باليتيم وكفالته وأخبر أن الأجر الجزيل ينتظره في الآخرة إنه صحبته صلى الله عليه وسلم في الجنة. كما قال عليه الصلاة والسلام (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وجمع بين إصبعيه السبابة والوسطى) فلأجل ذلك شمرنا على سواعد الجد والاجتهاد.
شاهدنا أن أسباب اليتم تعددت وكثرت، فمن الأمراض والأوبئة المنتشرة إلى حوادث المرور وفظائع المأساة الوطنية. فتبين أن أعداد الأيتام في تفاقم وتزايد فعقدنا العزم بأن نعمل للتخفيف على مجتمعنا.
لمسنا أن الخير لم ينقطع ولن ينقطع من هذه الأمة كما أخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام فأردنا أن نكون همزة وصل خيرية بين الميسورين من أهل الخير والإحسان وبين المحتاجين من الأرامل والأيتام.
أحسسنا أن العضو اليتيم قد لا يحتاج منا إلى جهد كبير ومال وفير، بل إلى ابتسامة من صادق رحيم في وجهه الحزين قد تواسي وحشته وتذهب ما به من حزن وأسى فترفعنا بأنفسنا على أن نكون بخلاء فلجأنا إلى تأسيس هذه الجمعية، الأمل.
تأكدنا من أن في مجتمعنا كثير من الأيتام أصحاب مواهب وقدرات. حال دون بروزها وظهورها اليتم والفاقة، فأردنا أن نكون سببا في بروز عالم قد يرفع الجهل عن مجتمعه أو إمام قد يكون سببا في توجيه شباب بلده أو طبيبة قد تساعد في شفاء الكثير من مرضى مدينتها أو فتاة قد توفق لتكون أما تعتني عند زواجها بأسرتها، لذلك نسعى في هذه الجمعية لتحصيل ذلك وزيادة.
رأينا أن هناك قلوب رحيمة ونفوس طيبة حنونة، تبحث عن كيفية فعل الخيرات وتقديم القربات وإيصال المساعدات، فأسسنا هذا الفضاء حتى يكون وسيلة لتجميع الخيرين الطيبين المتصدقين الباذلين المجاهدين كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله).
علمنا أن الانحراف أسهل ما يكون، والجريمة ابسط ما تحصل من النفوس الضعيفة. فاتفقنا أن نكون سببا مباشرا للوقوف دون انحراف أرملة أو سقوط يتيم في براثين المخدرات أو يتيمة في غياهب الرذيلة، لذلك كانت جمعية كافل اليتيم.
اليتم قريب من أولادنا فقد يرحل الواحد منا من هذه الدنيا بسبب أو غير سبب فتصير أسرنا توصف باليتم فرفعنا شعار " أكفل يتيم اليوم قد يكون ولدك
شعار الجمعية
" مرضاة ربنا ، صحبة نبينا ، خدمة وطننا "
إن الجمعية و كما أسلفنا الذكر في تعريفها و مرجعيتها لا تعدو أن تكون جمعية تبتغي من وراء نشاطها و سعيها بكل الوسائل المشروعة و المتاحة إلا أن تكون لبنة تضاف إلى صرح عزة هذا الوطن الذي يفخر بأهل الخير على مستوى كل ربوعه الشاسعة و كذا أزمنته البعيدة الضاربة في عمق التاريخ فجعلنا لجمعيتنا شعارا ثلاثي الأبعاد و نعني به
مرضاة ربنا
إن أي عمل كان لله دام واتصل بل يوفق أصحابه إلى انجازات لم تكن في حسبانهم في بداية أمرهم وعند انطلاقهم وهذا كلما حافظوا على إخلاصهم فيه وقصدهم منه. وعمل الجمعية تجارة رابحة وسلعة رائجة تتمثل في إفراح اليتامى وإسعادهم في حياتهم لا المتاجرة بآلامهم وأحزانهم والعبث بعوزهم و احتياجاتهم و لا حتى التزلف لمدحهم و انتظار شكرهم و جزائهم فلذلك رفعناها شعارا راسخا صادقا لا نريد منكم جزاء و لا شكورا بل نريد فقط مرضاة ربنا.
صحبة نبينا
لقد ضمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قام على شؤون حياة اليتيم العامة ضمن له الصحبة و الرفق في الجنة فاغتنمناه فرصة لا تعوض و نحن لازلنا على قيد الحياة فوق هذه البسيطة بان عزمنا على أنفسنا و ربطنا على قلوبنا بان نجتهد و نجد على أن نجعل من خدمة اليتيم صنعتنا و هدفنا و ذلك كله بعد توفيق الله عز وجل لنا فنادينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أننا نريد صحبتك في الجنة بهذه الجمعية
خدمة و طننا
إن لوطننا العزيز علينا حقا كبيرا و مسؤولية عظيمة ، فكيف بالابن البار و هو يرى أهله يحتاجون مساعدته و هو يقدر فيتخلف عن ذلك، فكم من أرملة رأيناها، لها أطفال صغار يعانون من المرض، الجوع، البرد، الخوف وغير ذلك فما تركنا حبنا لهذا الوطن ان نمر عليها و نتركها و حدها تصارع كل ذلك بل و قد تنحرف عن جادة الطريق و تهمل تربية اطفالها فينشؤون نشئه تؤذي هذا الوطن في استقراره و امنه و نحول دون تقدمه فشمرنا على ان نقوم بما نستطيع فقد نخرج من هذا الطفل اليتيم ذلك المهندس البارع او الخطيب المفوه و من تلك الطفلة اليتيمة الأستاذة القديرة والطبيبة الحاذقة و بهذا نكون قد حققنا خدمة و طننا
رمز الجمعية
اللون الأخضر في الخلفية: نعني به أن عملنا خيري و لا خلفيتنا لنا من ورائه الا عمل الخير
اللون الأصفر: نعني به الفرح الذي سيدخل على اليتيم من اشراقة شمس الجمعية
قرص الشمس وشعاعها: نقصد به أن الجمعية هي دفئ لليتيم و أمل سطع عليه
اليد الموضوعة على راس الطفل : نعني به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتحب أن يلين قلبك ، وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم ، وامسح رأسه ...)
اللون الداكن المكتوب فيه اسم تيارت: تعني به بأن الجمعية تحيط باليتيم و تفتح له يديها لتخرجه من دوامة الحرمان و اليأس إلى رحابة الأمل و الأمان
شكل الشعار بيضاوي : نرمز به إلى أن الجمعية كالبيضة حاضنة لليتيم
وتاج كل ذلك شطر حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام (أنا وَكافِلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكذا . واشار بإصبعيهِ السَّبَّابةِ والوُسطَى)
